مركز باناريون للتراث الآبائي

من نحن؟

معنى اسم باناريون:

باناريون (Πανάριον) كلمة يونانية تعني “خزانة الدواء”. وقد كانت تشير في الماضي إلى الصندوق الذي توضع فيه قوارير الدواء. وقد استخدم القديس إبيفانيوس في القرن الرابع هذه الكلمة كعنوان لكتابه الذي ألفه ضد الهرطقات كناية عن أن كتابه هذا يحوي العلاج ضد سموم الهراطقة.

وقد اتخذنا هذا الاسم عنوانًا لمركزنا لأننا نطمح في أن يكون مركز “باناريون” خزانة دواء للفكر والقلب، كما أن الصيدلية هي خزانة دواء لأمراض الجسد.

لماذا الآباء؟

يقول القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته الأولى إلى سيرابيون (1: 28): “دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسة الجامعة وتعليمها وإيمانها، الذي هو من البداية، والذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء. وعلى هذا الأساس تأسست الكنيسة، ومن يسقط منه فلن يكون مسيحيًّا ولا ينبغي أن يدعى كذلك فيما بعد.”

إذن الإيمان هو واحد، وهو الذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وسُلم للآباء. وهذا الإيمان هو الأساس الذي قام الآباء بحفظه وصياغته وشرحه ليسلموه لمن بعدهم نقيًّا كما تسلموه. واعتمادًا على نفس هذا الأساس الصحيح تم تفسير الكتاب المقدس ووضع الصلوات الليتورجية بل وكل خبرة الحياة الجديدة في المسيح، لأن سلامة الإيمان (الأساس) هي التي تؤدي إلى حياة تقوية صحيحة (البناء)، وصحة الحياة التقوية هي التي تحفظ سلامة الإيمان.

ونحن لا نحتاج إلى وضع أو تحديد أساس جديد في كل جيل، لأن الأساس واحد وهو المسلَّم مرَّة للقديسين. والله لا يتعامل مع الكنيسة كأشخاص منفصلين ، فيبدأ مع كل واحد منهم من نقطة البداية من جديد، لكنه يتعامل مع الكنيسة كجسد واحد متصل، ويحملنا مسئولية تسليم ما قد وهبه لنا من جيل إلى جيل. وهذا ما عبر عنه القديس بولس بقوله: “وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا” (2 تي 2: 2). 

ولهذا فإن أرثوذكسية الكنيسة تتجلَّى في التمسك الدائم بالتسليم الآبائي، لكي يكون للكنيسة إيمان واحد متواصل عبر العصور. فكتابات الآباء لها أهمية عظمى في تأصيل معرفتنا وتمكننا من شرح العقيدة وتفسير الكتاب المقدس والتعمّق في فهم النصوص الليتورجية، والاستفاده من خبرة حياتهم الروحية كلها. غير أن تمسكنا بالفكر الآبائي الأصيل، لا يعني أن نجنح نحو الجمود وعدم الإبداع، لأن التقليد المسلم لنا هو كيان حي متنامٍ ومتجدِّد، وهو مزيج من الأصالة والإبداع في آن واحد. أصالة مبدعة وإبداع أصيل. فنحن مطالبون بأن نكون أمناء نحو أساسنا الواحد الصحيح الذي حفظه وشرحه لنا الآباء،

ولكننا وفي نفس الوقت مطالبون بأن نكون مبدعين في التطبيق ومجددين في تقديم ذلك الأساس نفسه للجيل المعاصر. وهذا بالتحديد هو ما كان الآباء أنفسهم يقومون به، فهم لم يكونوا جامدين مكررين لما سبقوهم وحسب، ولكنهم كانوا بالفعل مواكبين لعصرهم رغم أمانتهم الثابتة للأساس الحيِّ الذي استلموه ممن قبلهم.

وحيث إن كتابات الآباء قد دونت باللغة اليونانية أو اللاتينية (أو باللغات الشرقية الأخرى) فقد بدأت منذ القرن التاسع عشر حركة ضخمة لنشر تلك النصوص وترجمتها إلى اللغات الحيَّة مثل الإنجليزية والفرنسية والألمانية. وبعد ذلك قام الباحثون في الغرب بدراسة مكثفة وشاملة لتلك النصوص، فظهرت دراسات عميقة ومتنوعة عن المسيحية في العصور الأولى.

ومن هنا صار متعينًا على الدارسين والباحثين المسيحيين في مصر والدول العربية أن ينقلوا هم أيضًا تلك النصوص والدراسات من لغاتها الأصلية إلى اللغة العربية، وذلك لخدمة أكثر من ثلاثين مليونًا من المسيحيين العرب في الشرق الأوسط (أكثر من نصفهم يعيش في مصر)، من أجل نشر الفكر الآبائي الشرقي وتأصيل المعرفة اللاهوتية. وقد بدأت بالفعل حركة الترجمة للنصوص والدراسات الآبائية إلى اللغة العربية منذ فترة من الزمن، وقد قام بذلك أشخاص ومؤسسات ندين لهم بفضل الريادة في هذا المجال.

عن باناريون

من واقع الإحساس بأهمية تراثنا الآبائي كأساس حقيقي لكل معرفة صحيحة ولكل نمو روحي وتقوي قويم في الكنيسة، تم إنشاء مركز باناريون للتراث الآبائي كهيئة أكاديمية خاصة.

وقد افتتح مركز باناريون للتراث الآبائي في يوم 3 أبيب لسنة 1722 للشهداء الموافق 10 يوليو لسنة 2006 ميلادية، وهو تذكار نياحة القديس كيرلس الكبير عمود الدين البابا الرابع والعشرين من عداد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

ويقوم بالخدمة في المركز مجموعة من الباحثين الحاصلين على درجات الماجستير والدكتوراه في العلوم اللاهوتية والآبائية من كبرى الجامعات العالمية.

رؤيتنا:

التواصل الأمين مع تراثنا الآبائي، لكي ما نتمكن أرثوذوكسيًّا من تأصيل معرفتنا المسيحية في شرح العقيدة وتفسير الكتاب المقدس وفهم الصلوات الليتورجية، بل وفي خبرة الحياة التقوية كلها.

رسالتنا:

نشر الفكر الآبائي الأرثوذكسي في الكنيسة وشرحه بشكل علمي أكاديمي متميز، والاهتمام بالبحث اللاهوتي في تخصصات التراث الشرقي.

أهدافنا

1نشر التراث الآبائي الشرقي في خمس سلاسل:
  1. النصوص المسيحية في العصور الأولى.
  2.   دراسات عن المسيحية في العصور الأولى.
  3.   دراسات عن آباء الكنيسة في العصور الأولى.
  4.   الحياة الجديدة في المسيح.
  5.   كتب متنوعة.
2تقديم كورسات تدريبية بمقر المركز، أو بنظام "الدراسة عن بعد"
  1. دراسة عن المسيحية في العصور الأولى.
  2. دبلومة في اللغة اليونانية القديمة.
  3. كورسات مكثفة.
  4. محاضرات شهرية.
3تنظيم لقاءات ومؤتمرات حول التراث الآبائي الشرقي
  • تنظيم لقاءات ومؤتمرات حول التراث الآبائي الشرقي بمقر المركز وبالكنائس والإيبارشيات والأديرة.
4تقديم الأبحاث اللاهوتية المتنوعة

تقديم الأبحاث اللاهوتية المتنوعة في الموضوعات والقضايا التي تهم الكنيسة.

5توفير الكتب الدراسية المتنوعة
  • توفير الكتب الدراسية المتنوعة من خلال استيراد وتوزيع إصدارات أكبر دور النشر المسيحية في مصر والخارج.
6تكوين مكتبة اطلاع (كتب ونُسخ رقمية)
  • جاري تكوين مكتبة اطلاع (كتب ونُسخ رقمية) تحتوي على مختلف الكتب والمخطوطات والدوريات الأكاديمية.
7تشجيع ورعاية شباب الباحثين وتوفير المنح العلمية
  • تشجيع ورعاية شباب الباحثين وتوفير المنح العلمية لبعضهم للدراسة بكليات اللاهوت في الجامعات الكبرى.